يوميات معلم: الجزء الثاني...الوصول الى المنفى
وصلت القرية أخيرا،إنها أغمات شبيهة أغمات مراكش منفى سلطان الأندلس....أول ما استقبلنا هو صراخ الصبية الصغار و هتافهم "وا المعليم المعليم..."، أنزلت فراشي و قنينة الغاز و العلبة التي كدست بداخلها قوتي، ...الوجهة بيت الإمام الذي كان قد توسط لي عند امرأة تملك منزلا فارغا من أجل أن أتخذه مسكنا فشكرته على ذلك، استضافنا جميعا لتناول وجبة الغداء فتحلقنا حول مائدة بثلاثة أرجل لنزدرد الطعام بنهم كأننا لم نأكل منذ أيام....المهم ارتحنا قليلا ثم استأذن زملائي للعودة رفقة السائق ليوصلهم لمقر عملهم فخرجت أودعهم، ثم عدت إلى الجحر الذي سأتخذ مسكنا لسنة كاملة،استلقيت على فراشي لأرتاح قليلا،فإذا بي أتذكر أني نسيت العلبة الكرطونية التي وضعت داخلها الأواني التي اشتريتها من السوق، لتبدأ مشكلة عويصة ستجعلني أكتشف أن كل ما نراه في حياتنا بديها لا قيمة له هو في الحقيقة مهم جدا حين تفقده و تحتاجه.
أمضيت شهرا كاملا أستعمل فيه مسطرتي كملعقة و سكين و كوبا معدنيا لحسن الحظ أني لم أضعه في تلك العلبة التي نسيتها،فاستعملته لتسخين الماء و سلق البيض و الشرب.....
لقد عاشرت هناك الفئران و الضفادع في كل ليلة ......لازلت لا أصدق كل هذا ؟!
إن أكبر مشكلة واجهتني هو عدم توفر المرحاض في المنزل مما كان يضطرني لقطع مسافة كبيرة خارج القرية لقضاء حاجتي ....( في وقت المطر و الثلوج كنت أتدبر أمري ب .....)،إنها المعاناة بكل تجلياتها و تحدي للبقاء و امتحان لدرجة الصبر و نار هادئة تعمل على انضاجي بشكل سريع......
أمضيت شهرا كاملا أستعمل فيه مسطرتي كملعقة و سكين و كوبا معدنيا لحسن الحظ أني لم أضعه في تلك العلبة التي نسيتها،فاستعملته لتسخين الماء و سلق البيض و الشرب.....
لقد عاشرت هناك الفئران و الضفادع في كل ليلة ......لازلت لا أصدق كل هذا ؟!
إن أكبر مشكلة واجهتني هو عدم توفر المرحاض في المنزل مما كان يضطرني لقطع مسافة كبيرة خارج القرية لقضاء حاجتي ....( في وقت المطر و الثلوج كنت أتدبر أمري ب .....)،إنها المعاناة بكل تجلياتها و تحدي للبقاء و امتحان لدرجة الصبر و نار هادئة تعمل على انضاجي بشكل سريع......
الجزء الثالث من هنا
التعليقات على الموضوع