يوميات معلم : الجزء الأول ...الطريق الى كابول



بقلم: ذ. زكرياء لوكيلي
تذكرت الانطلاقة!!! الساعة تشير إلى الثامنة صباحا على متن الحافلة في اتجاه مدينة جرسيف للتوجه إلى مدينة ميسور لركوب نقل مزدوج لا يليق بالبهائم فكيف بالبشر ؟الوجهة مدينة تالسينت أو مدينة الغاز كما يسميها البعض،مدن لم أسمع بها يوما و لم أكن أعتقد بوجودها أصلا !!! شاب في مقتبل العمر يترك عش والديه ليحلق معتمدا على جناحيه للمرة الأولى ليصادف الأهوال و الصعاب التي ستصنع منه رجلا صلبا يحسب له ألف حساب.
تالسينت البلدة الشرقية على مرمى حجر من الحدود الجزائرية،لا توحي لداخلها بأي علامة لكلمة مدينة !!!! قضيت بها ليلتي الأولى في ضيافة مدير المؤسسة التي سأعمل بها مدرسا لسنتين،رجل لم أر أخبث منه في حياتي.
في الغد استيقظت باكرا و توجهت صوب السوق الأسبوعي الذي كان يقام كل يوم ثلاثاء،واشتريت بعض الأواني وقنينة غاز صغيرة و فراشا رثا مليئا بالبقع،وبعض الطعام وانطلقت رفقة بعض الزملاء بعد أن اكترينا شاحنة لتقلنا لمقر العمل بثمن 80 درهما للفرد لنكتشف أن السائق استغل جهلنا ليزيد ثمن الأجرة من 15 درهما ل 80 درهما وكان هذا الدرس الأول الذي تعلمناه هههه لا تثق بأحد و استفسر قبل التنفيذ.....انطلقنا رفقة مجموعة من السكان المحليين صوب مقر العمل الذي يبعد عن تالسينت بحوالي 40 كلم في مسالك وعرة وسط جبال صرغوشن العالية لنصل منهكين للمكان المقصود.....
الجزء الثاني من هنا

ليست هناك تعليقات