يوميات معلم:الجزء الخامس...معاناة لا مثيل لها في مغرب الحضارات !!!


بقلم: ذ. زكرياء لوكيلي
أنهيت الموسم الدراسي و جل تفكيري يتمحور حول السبيل لقضاء حاجتي بعيدا عن أعين المتلصصين !!! معاناة لا مثيل لها في مغرب الحضارات،مغرب موازين و العام زين،....أنهينا السنة الدراسية أخيرا أو كما تخيل إلى قبل أن أصدم بضرورة العود لتصحيح إمتحانات المستوى السادس و العودة مرة أخرى لتوقيع محضر الخروج الذي لازلت لم أفهم بعد الغاية منه ؟ المسافة من مدينة الناظور إلى مدينة تالسينت خمسون ألف سنة مما تعدون ....الأول من رمضان يصادف العاشر من يونيو حرارة لا تحتمل و عطش قاتل لن أنسى ذاك اليوم أبدا ما حييت و لسوف أبقى أكيل لذاك المدير من الدعاء ما لا يعلم مقداره إلا الله....خربشة تكلفني مبلغا يكفي لأعيل به عائلتي أسبوعا!!! لم أفهم سبب رفض المدير توقيع المحضر يوما قبل الموعد لتفادي الحضور نهار رمضان في تلك الشمس الحارقة ؟! لقد كان رجلا ساديا يتلذذ بمعاناتنا....وقعنا المحضر وبقينا هناك ننتظر على قارعة الطريق من يقلنا إلى مدينة ميسور،انتظرنا و انتظرنا ولا أحد يمر من هناك .....اتصل أحد الأساتذة بأحد معارفه في جماعة أسداد،صاحب سيارة ميرسيدس سيكدسنا نحن الثمانية داخلها كما تكدس السلع المهربة لينقلنا لوجهتنا فلا سبيل أخر لذلك..شكرنا الرجل على خدمته وانطلق كل واحد منا إلى وجهته.لقد كانت الحافلة التي تتجه صوب الناظور تصل ميسور ليلا،فقررنا ركوب سيارة أجرة،..الحرارة شديد كأنه فتحت نافذة على جهنم لنصطلي بنارها و نذوق عذاب الحريق،...توقفت سيارة الأجرة للتزود بالوقود فنزلنا لنحرك أرجلنا المتيبسة،وجدنا صهريجا أسرعنا إليه و أفرغناه على أجسامنا الملتهبة،و قبل أن نركب الطاكسي كانت ملابسنا قد جفت تماما !!! لا يمكن فتح نافذة الطاكسي كي لا يلفح وجوهنا الهواء المندفع إلى الداخل....ذقنا بعضا من سقر....وصلت مدينتي الحبيبة و أنا منهك متعب شبه ميت ...أنقص ذاك اليوم من عمري سنة أو أكثر......ثم يقول لك أحدهم من داخل مكتبه المكيف،إن رجال التعليم لا يقومون بواجبهم كما ينبغي ؟! أعذرونا معاليكم.....
الجزء السادس من هنا

ليست هناك تعليقات