يوميات معلم: الجزء الرابع ... أول تهديد من الرئيس المباشر


بقلم: ذ. زكرياء لوكيلي
أول تهديد من الرئيس المباشر ..."تحمل مسؤليتك أ أوستاذ"،جملة جعلتني أرتجف هههه لم أعهد هذه التهديدات بعد و أنا حديث عهد بالميدان...نعم تعود بي الذاكرة للوراء لأتذكر أول مغادرة لي لمقر العمل لقضاء يوم رفقة زملائي في الفرعية القريبة المجاورة فرعية" البور" مسافة ساعتين مشيا على الأقدام قضيتها في الفيافي...كنت أشغل بالي بالتفكير في أمور عديدة أحاور نفسي داخليا طلبا للأنس في هذا الطريق الجبلي الوعر حديث وحديث تذكرت أمي و دعاءها و عناقها الحار وهي تودعني ....حححححح !!! هجمة ثعبان كان مختبئا بين ثنايا الحجارة تباغتني لولا الألطاف الإلهية لسقطت هناك ضحية لوحوش البراري!! جعلتني الحادثة أكثر حذرا كنت كلما وصلت أجمة أو اقتربت من صخرة إلا وقذفتها بحجر للتأكد من خلوها من الثعابين و الزواحف ...مسافة ساعتين مرت كسنتين خوف وقلق رفاق الطريق،...بعد المعناة وصلت أخيرا بعد أن تجاوزت النهر الذي يفصل جبلين عظيمين عن بعظهما وصلت" قرية البور" إسم على مسمى أرض بور قاحلة في مرتفع جبلي..استقبلني الزميلان محمد و عبد العالي بكل حفاوة ارتحت قليلا هناك لنصف ساعة لنواصل الطريق مشيا على الأقدام لصلة الرحم مع رفاق لنا في فرعية تبعد ثلاث ساعات،قد يبدو للقارئ أني أبالغ لكن هي الحقيقة خمس ساعات قطعتها في ذلك اليوم مشيا على الأقدام من مقر عملي إلى مقر عمل الزملاء ارتحت فيها نصف ساعة !!! قبل الوصول تلقيت مكالمة من المدير بعد أن وصلت منطقة تصلها التغطية ...فيراك أ أوستاذ؟ راني بعيد على أغمات !! راك مشيتي وديتي ساروت القسم و الأستاذة رجعات ومالقات فين تقري التلامذ !!! أأ..واه ...غير ...شوف أأوستاد تحمل مسؤليتك فهاذ الشي خصك ترجع دابا تعطيها الساروت ....تيييييط،انتهت المكالمة ؟! نزلت علي المكالمة كالصاعقة ،كيفي سأعود وحدي لمسافة أكثر من ثلاث ساعات ؟ لا يمكن،لا أدري لما الحظ ليس في جانبي فقد كانت الأستاذة التي تتناوب معي على القسم في دورة تكوينية لمدة عشرة أيام،وحين غادرت أنا عادت هي .....لم أعد طبعا و واصلت الطريق لنصل مع ظلمة اليل لمكان عمل زملائنا مجيد و محمد إنها تلاتيمن القرية الوحيدة التي لا تقام في الصلوات لعدم توفر مسجد فيها !!! إنها قرية استحوذ عليها الشيطان...وصلنا أخيرا أخيرا أخيرا....
الجزء الخامس من هنا

ليست هناك تعليقات