يوميات معلم: الجزء السابع...مغامرات خيالية في بلاد الواقواق
آخر يوم عمل أقضيه في الفرعية لأشد الرحال للعودة إلى مسقط رأسي بعد غياب شهور،اتصلت بصاحب النقل ياسين مالك سيارة ميرسيدس طراز 207 تحمل البقر و البشر وقنينات الغاز .....اتفقنا على أن يقرع باب منزلي قبل التحرك.....استيقظت من النوم متأخرا !!! خرجت لأتفقد مكان السيارة ولم أجدها !!! لا يعقل هذا،سألت أحد الجيران مستفسرا فأخبرني أن صاحب النقل قد ذهب باكرا !!! ابن اللعينة تركني هنا وحيدا لا حول لي ولا قوة، بدأت أفكر في الحلول الممكنة،إذا بقيت هنا فلن أستفيد من العطلة لأن سيارة النقل تزور القرية مرتين في الأسبوع و أحيانا مرة واحدة....ياإلهي أعني على الصبر ...فكرت و أعدت التفكير مرارا لا سبيل أمامي إلا طريق الجبل، عزمت أمري و توكل على خالقي وانطلقت و على كتفي محفظة فيها ملابسي و بيدي قنينة ماء لأروي بها عطشي،....لم تمنعني قلة معرفتي بمسالك تلك الطريق الجبلية علما أني لم أسلكها إلا مرة واحدة رفقة صديقي الممرض عبد الحق لزيارة أحد معارفه، كنت مصرا على المتابعة وعدم البقاء في أغمات لأن الضيق قد بلغ مني مبلغا عظيما....تابعت طريقي وسط الوادي المليء بالحجارة والشمس الحارقة دنت من رأسي لتجعل منه شواء ....بعد ساعة من المشي بدأت أشعر بأني قد تهت و انحرفت عن الطريق !!! واصلت المشي وتسلق المرتفعات في اتجاه واحد، اقتربت من بعض البيوت المترامية فإذا بي أسمع نباح كلاب بدأ صوتها يقترب مني بسرعة لقد رأتني من حيث لم أرها و انطلقت نحوي،بدأت الهرب صاعدا إلى قمة عالية لعلي أتخلص من هذه الكلاب اللعينة، رأيتها تقترب شيئا فشيئا وفجأة توقفت في مكان معين مع النباح المفزع، علمت حينها أنها منطقتها التي تحرسها و لا تتعداها،....تنفست الصعداء و ارتميت على صخرة ألهث تعبا ثم ارتشفت القليل من الماء لأبلل به حلقي الخالي من الريق....أتممت طريقي صعودا ونزولا كأني بين الصفا و المروة لتأدية مناسك الحج !!!
لقد قضيت أربع ساعات تائها في ذاك المكان، حتى اهتديت للوجهة المقصودة...... بعد أن وصلت قمت الجبل تراءت لي وجهتي المنشودة و اتضحت لي الصورة جيدا، ثم انطلقت مسرعا بفرحة عارمة وحذر شديد كي لا أقع أرضا،وصلت على الساعة الواحدة زوالا ورحت أنتظر على قارعة الطريق مرور أحد يقلني إلى وجهتي، ....لا أحد يمر من هذه الطريق و إذا مر أحد لا يتوقف،بقيت على حالتي أنتظر و أنتظر إلى غاية الخامسة مساء موعد مرور الحافلة الخضراء القادمة من ميدلت في اتجاه تالسينت،ركبت و أنا منهك جائع خائر القوى أكاد أقع أرضا.....اضطررت للمبيت ليلة في تالسينت لأشد الرحال غدا باكرا على متن نفس الحافلة على الساعة الخامسة صباحا.....معاناة لا تنتهي و مغامرات خيالية في بلاد الواقواق.
لقد قضيت أربع ساعات تائها في ذاك المكان، حتى اهتديت للوجهة المقصودة...... بعد أن وصلت قمت الجبل تراءت لي وجهتي المنشودة و اتضحت لي الصورة جيدا، ثم انطلقت مسرعا بفرحة عارمة وحذر شديد كي لا أقع أرضا،وصلت على الساعة الواحدة زوالا ورحت أنتظر على قارعة الطريق مرور أحد يقلني إلى وجهتي، ....لا أحد يمر من هذه الطريق و إذا مر أحد لا يتوقف،بقيت على حالتي أنتظر و أنتظر إلى غاية الخامسة مساء موعد مرور الحافلة الخضراء القادمة من ميدلت في اتجاه تالسينت،ركبت و أنا منهك جائع خائر القوى أكاد أقع أرضا.....اضطررت للمبيت ليلة في تالسينت لأشد الرحال غدا باكرا على متن نفس الحافلة على الساعة الخامسة صباحا.....معاناة لا تنتهي و مغامرات خيالية في بلاد الواقواق.
الجزء الثامن من هنا
التعليقات على الموضوع